في ذكرى رحيل مارادونا

عام مضى على رحيل دييغو آرماندو مارادونا، صاحب الهدف الأجمل (والأصعب) في تاريخ كرة القدم، وصاحب "اليد الإلهية" التي زعم أن خطفها الكرة من أمام الحارس بيتر شيلتون كان كمثل "نشل محفظةٍ من جيب رجلٍ إنكليزي".

منح دييغو الارجنتين كأس عالم مُستحَقّ في المكسيك العام 1986، وأوصلها الى نهائي كأس عالم باهت في إيطاليا العام 1990، وتألّق بين الكأسين مع نابولي ومنح الجنوب الايطالي كرامة كروية كانت مهدورة في المواجهات مع الشمال وأنديته العريقة (جوفنتس وميلانو والإنتر) التي دكّ شباكها جميعها بأهداف أو مرّر للهدّاف اللامع، البرازيلي كاريكا، تلك الكرات السحرية الحاسمة التي لا يعرف أحدٌ كيف كان يحدّد مساراتها وسرعتها وتوقيت إرسالها الذي لا توقيت مناسباً سواه، أو كيف كان يتحكّم بدقّتها الميليمترية بمعزل عن وضعيّة جسمه وما تُمليه على مراقبيه من توقّعات أو افتراضات، فتجد متلقّيها حيث يجب أن يكون ليسجّل.

كان مارادونا يظهر "كإله تارة وككوميدي أو كبائع باستا تارات أخرى" (على ما قال المخرج اليوغوسلافي كورستوريتسا عنه في فيلمه الوثائقي الجميل)، وأنهى حياته بعد إدمان عابرٍ على الكوكايين مدرّباً (فاشلاً) ومحرّضاً سياسياً يصعب التعامل مع مواقفه بجدّية.

جدّيته الوحيدة كانت في الملعب وفي عبقرية العلاقة الكرنفالية مع الكرة والقدرة الاستثنائية على قراءة المساحات والتمرير وتغيير الايقاع وتعديل اتجاهات الركض والاستعراض والتلاعب بالسيّئي الحظّ المكلّفين بمراقبته أو بمحاولة التصدّي له.

رحل دييغو قبل عام وترك لنا سحراً كروياً لا يمحوه الزمن ولا تَعاقُب "الآلهة" من بعده، ولا حتى تكاثر الأهداف والاحتفالات...

ز.م.

Commentaires