أجمل هدف في تاريخ المونديال
يستلم مارادونا الكرة في منتصف ملعبه. يستدير ويتخطّى بثانية
لاعبَين حاولا انتزاعها منه. ينطلق بسرعة تجعل لاعباً ثالثاً عائداً لملاحقته
يفقد الأمل بإيقافه. يموّه بجسده من دون مبالغة ويُعدّل قليلاً في خطّ "سيره"
ليجذب لاعباً رابعاً الى حيث لا يجب أن يلاقيه في وضعيته الدفاعية (ظهره الى المرمى) التي لا تسمح له بمجاراة سرعة التخّطي. يتخطّاه مارادونا متياسراً بأقل من ثانية
ويتّجه نحو منطقة الجزاء. المدافع الأخير أمامه، مرتبك، يتقدّم خطوات حذرة، يحاول التفكير بما سيفعله مارادونا وبالسيناريوهات الثلاثة المحتملة (تمريره الى فالدانو المواكِب على يساره، تيامنه أو تياسُره)، لكن تفكيره أبطأ من سرعة مارادونا الذي ينعطف يميناً هذه المرّة
ويدخل المنطقة وحيداً. يضبط انعطافه لكي لا يقفل على نفسه زاوية المرمى ولكي
يتجنّب وصول أحد ضحاياه الذي عاد ولحق به أملاً بمباغتته من الخلف. يصطدم مارادونا
به لكنّه يستبق الاصطدام بحركتين. الأولى تُتيح له بيسراه تخطّي الحارس الذي خرج لقطع الكرة،
والثانية تتبعها مباشرةً لحظةَ الاصطدام، تسديدة بيُسراه إياها البعيدة عن قدم المدافع العائد من
على يمينه، تُسكن الكرة في الشباك.
يهزم مارادونا في أقلّ من 11 ثانية فريقاً بأكمله. خمس ضحايا إنكليز مباشرين (بيردسلي، ريد، باتشر، فنويك، وشيلتون) وستّة عشر شاهداً (إنكليزياً وأرجنتينياً) في أرض الملعب وثلاثة حكّام ومعلّق يكاد يبكي وملايين البشر يشاهدون أجمل هدف وأصعب هدف في تاريخ المونديال
يتذكّر بيردسلي وريد وباتشر وفنويك وشيلتون الموقعة بعدعقود، يقولون إن الرجل كان في انطلاقه وتمويهه وسرعته كالمسكون، لم ينجح أي منهم
في توقّع حركته أو اتجاهه ولم يتمكّن باتشر حتى من عرقلته. أدخلهم معه كضحايا
وشهود الى المشهد الأشهر في تاريخ كرة القدم، فصاروا جزءاً منه. سرق أرواحهم على
ما قالوا، لكنهم بعد الأسى والكوابيس التي تبعت الهدف على مدى سنوات أفاقوا أخيراً غير نادمين
على فشلهم ولا على عدم مخاشنته عند استلامه الكرة لإيقاعه. فما جرى أتاح لكرة
القدم أن تشهد أجمل 11 ثانية في عُمر مسابقاتها الطويل.
الهدف التاريخي من زاويته المعروفة
الهدف من زاوية غير معروفة، تُظهر الملعب "عاموديا"، وانطلاقة مارادونا في العمق، نحو المرمى
Commentaires
Enregistrer un commentaire