اليومان الأول والثاني: إنكلترا تؤكّد أنها مرشحة جدّية للمنافسة على اللقب

بعد مباراة افتتاحية باهتة، بين منتخبَي الدولة المضيفة قطر والإكوادور، تسيّد فيها الإكوادوريّون اللعب وصنعوا أكثر من فرصة تهديف سجّلوا منها مرّتين بواسطة هدّافهم التاريخي فالنسيا في الشوط الأول، قبل أن يقتصدوا الجهد ويحافظوا على النتيجة بسهولة لسوء حال المنتخب القطري في الشوط الثاني، شهد اليوم الثاني من البطولة تشويقاً وتحسّناً كبيراً في المستوى الكروي.

فقد استهلّت هذا اليوم إنكلترا، المرشّحة للقب، حملتها في مواجهة المنتخب الإيراني الضعيف التنظيم والمتدنّي المعنويات نتيجة ما يجري في إيران من انتفاضة شعبية ونسوية ضد النظام، جاهر كثر من المنخرطين والمنخرِطات فيها بتمنّيهم الهزيمة له لتمثيله "الجمهورية الإسلامية".

وبان منذ دقائق المباراة الأولى الفارق الكبير في المستوى بين منتخب إنكليزي متكامل الخطوط يلعب بتشكيلة 4-2-3-1 ومنتخب إيراني عاجز على وصل الخطوط ونقل الكرة بالسرعة اللازمة لتهديد المرمى الخصم. ورغم تموضع إيراني دفاعي قوامه الـ5-4-1 بهدف استيعاب الضغط الهجومي الانكليزي والمراهنة على هجمات معاكسة يمكن للجناحين التقدّم فيها نتيجة بقاء ثلاثة من زملائهم في الخلف، إلا أن الإنكليز عرفوا كيف يخترقوا الكثافة العددية الإيرانية من خلال التنويع في الهجمات واللعب في العمق، ومن خلال ذكاء وحسن تمركز بلينغهام وساكا وتحرّكات سترلينغ (وتمويه هاري كاين لجذب المدافعين) وتمكّنوا من التسجيل بواسطة بلينغهام بعد حوالي النصف ساعة من السيطرة على الملعب (وبعد خروج الحارس الإيراني الأول مصاباً). وسرّع اللاعبون الإنكليز إيقاعهم بعد ذلك وأضافوا هدفين عبر ساكا وستارليتغ في 10 دقائق انتهى بهما الشوط الأول.

وفي الشوط الثاني، تحسّن مستوى الأداء الإيراني قليلاً، وتبادل الفريقان التسجيل، وانتهت المباراة بنتيجة كبيرة 6-2.

ويمكن القول إن إنكلترا ظهرت كمنتخب متماسك قادر على فرض إيقاعٍ سريع فنياً وقويّ بدنياً، والأهم ربما، لديه العديد من اللاعبين الاحتياطيين الذين لا يقلّون مستوى عن الموجودين في الملعب. فراشفولد وغريليش هدّفا بعد دخولهما (وبعد أن كان ساكا قد سجّل ثانيةً)، وفودن وويلسون لعبا جيّداً خلف المهاجمَين وواكباهما، في حين عوّض داير بسهولة خروج ماغواير مصاباً. والأرجح أن المستوى الإنكليزي سيرتفع في المباراتين المقبلتين عند مقابلته فريقين قويين، هما الولايات المتّحدة وويلز. 

والأخيران، خاضا مباراة شيقة وسريعة ولَو أن سرعتها لم ترافقها فرص كثيرة في الشوط الأول الذي سجّل فيه الأميركيون (بتشكيلة هجومية على أساس 4-1-2-3) هدفاً عكس تفوّقهم على منافسيهم في الدقائق الـ45 الأولى.

أما الشوط الثاني فقد تحوّل فيه الويلزيون من اللعب بطريقة 5-3-2 الى الـ4-4-2 لتكثيف العدد في منتصف الملعب والانطلاق نحو الهجوم. ونجحوا بفضل الثنائي رامسي وغاريث بايل في تحقيق تعادل مستحقّ من ضربة جزاء بعد ضغط في الربع ساعة الأخير. وعكست ضربة الجزاء الفارق بين خبرة بايل الذي عرف كيف يحصل عليها وسذاجة المدافع الأميركي الذي ارتكب الخطأ ضدّه في وقت كان ظهره للمرمى أي أنه لم يكن يشكّل خطراً تهديفياً مباشراً.

الأرجح الآن أن منتخبَي الولايات المتحدة وويلز مرشّحان للفوز على إيران، وسيكون بالتالي لمواجهتيهما مع إنكلترا التي تصدّرت المجموعة (أو لفارق الأهداف بينهما) ما سيقرّر تأهّل أي منهما الى دور الـ16 (برفقة إنكلترا).

أما في مجموعة قطر والإكوادور، أي المجموعة الأولى، فقد أظهرت المباراة بين منتخب هولندا الشاب والحيوي والسنغال (بطل أفريقيا) قوّة المنتخبين ولَو أن نتيجتها لم تكن عادلة تماماً، إذ أن الهولنديين لم يتفوّقوا على السنغاليين إلا في فاعليّتهم في الدقائق العشر الأخيرة. والمنتخب السنغالي بنى الكثير من الهجمات وسدّد لاعبوه الكثير من الكرات وأظهر تماسكاً دفاعياً الى أن فاجأته تمريرة بالعمق تأخّر الحارس ماندي في الخروج لإبعادها، وجاء منها الهدف الأول لغاكبو. ثم جاء الهدف الثاني بعد هجمة مضادة هولندية استفاد فيها المهاجمون من الاندفاع السنغالي للتعادل وتأخُّر المدافعين في العودة الى منطقتهم.

بهذا، تصدّرت هولندا بالتساوي مع الإكوادور، وستكون لمباراتهما المقبلة، ثم لمباراة الإكوادور مع السنغال ما سيحسم بطاقتي التأهيل.

ز.م.

Commentaires