اليومان الخامس والسادس: البرتغال وهولندا محظوظان، والبرازيل يفقد نيمار وإيران تنتفض

شهد اليومان الخامس والسادس من مونديال قطر 2022 نهاية الجولة الأولى من مباريات المجموعات، وبداية الجولة الثانية. 

ففي المجموعة السابعة، تكافأ الكاميرون وسويسرا أداءً في الشوط الأول، ثم تحسّن السويسريّون وسجّلوا في الشوط الثاني بعد أن زادوا من ضغطهم على الكاميرونيّين ومنعوهم من البناء المنظّم للهجمات أو من الاستفادة من سرعة عددٍ من لاعبيهم. وكسب السويسريّون 3 نقاط هامة لمنافسة البرازيل وصربيا على بطاقتي التأهّل. والأخيرتان جمعهما لقاء باهت في شوطه الأول، وقويّ وسريع برازيلياً في الشوط الثاني، نجح فيه ريشاريلسون في تسجيل هدفين (ثانيهما أكروباتي جميل) وأصاب كاسيميرو وقبله ساندرو العارضة الصربية. ولعب البرازيليون بتشكيلة هجومية قوامها الـ4-2-1-3 وسيطروا على الملعب وحسموا المباراة ضد فريق صربي لعب بثلاثة مدافعين ودافعاً بسبعة لاعبين في وسط الملعب والهجوم بهدف الضغط على المهاجمين البرازيليّين واللعب خلفهم لإلزامهم على الارتداد الى منتصف الملعب وتكثيف الحضور أمام منطقة جزائهم للاستفادة من أي خلل دفاعي، من دون أن ينجح في تهديد مرمى أليسون. على أن المنتخب البرازيلي خسر في المباراة صانع ألعابه الهجومي نيمار الذي تعرّض لمخاشنة وإصابة في كاحله قد تبعده عدداً من المباريات أو تُخرجه نهائياً من المسابقة. وهذا إن تأكّد سيكون بالطبع ضربة للسيليساو، ولَو أن لدى المدرّب تيت عدداً من الاحتياطيّين والخيارات الجيدة.

وفي المجموعة الثامنة، نجح البرتغال في تخطّي عقبة غانا، وصار قائده كريستيانو رونالدو أوّل لاعب يسجّل في خمسة كؤوس عالم، مضيفاً بالتالي إنجازاً جديداً الى سجلّه. وهو هدّف، كما ليونيل ميسّي قبله، من ركلة جزاء، كان يمكن لحكم آخر ألّا يصفرها إذ أن الخطأ فيها جعلته خبرة كريستيانو (ووقوعه ملتصقاً بالمدافع) يبدو أكثر "وضوحاً" مما هو عليه فعلاً. في أي حال، لم يقدّم البرتغاليّون الأداء الهجومي المتوقّع منهم رغم أنهم تفوّقوا على الغانيين خبرةً واستفادة من الفرص في الشوط الثاني، وبدا دفاعهم مرتبكاً في مواجهة هجمات غانية اخترقته وسجّلت مرّتين وكان يمكن أن تُعادل في الدقائق الأخيرة. والأرجح أن التنظيم الدفاعي سيكون التحدّي الأبرز في مباراة البرتغال المقبلة في مواجهة الأوروغواي الذي لا خيار أمام لاعبيه سوى الفوز إن أراد التأهّل. ذلك أن مباراتهم مع كوريا الجنوبية التي انتهت بالتعادل كانت بطيئة الإيقاع، ولم يستطع خلالها فالفيردي ونونيز وسواريز التهديف أو خلق الكثير من الفرص أمام منتخب كوري منظّم ونشيط وعالي اللياقة البدنية بقيادة المهاجم سون الخبير والتقني.

وفي انطلاقة الجولة الثانية من المباريات، التي ستحسم الكثير من الأمور في الأيام القادمة، انتفض المنتخب الإيراني وهزم منتخب ويلز، الذي باتت حظوظه في التأهل محدودة جداً، إذ عليه الفوز على إنكلترا وانتظار نتيجة إيران وأميركا وعدد الأهداف فيها. جاءت المباراة متوسّطة المستوى قبل أن يكثّف الإيرانيون ضغطهم في الشوط الثاني ثم في الدقائق الأخيرة ويسجّلوا مرّتين في الوقت بدل الضائع نتيجة اهتزاز الدفاع الويلزي وعدم ملاحقة لاعبي الوسط أمامه ناقلي الكرة الإيرانيين. ولا شكّ أن الهدف الإيراني الأوّل بتوقيع روزبيه ششمي الذي استفاد من تشتيت دفاعي ويلزيّ سيّء (أبعد الكرة نحو محور الملعب وليس طرفيه) هو من أجمل أهداف المونديال حتى الآن.

وفي المجموعة إياها، وفي مباراة قوّية وسريعة، نجح الأميركيون في انتزاع نقطة تعادل من إنكلترا، وتفوّقوا على منافسيهم في الكثير من فترات المباراة، وكانت لهم الفرص الأخطر. من جهتهم، بدا اللاعبون الإنكليز من دون أفكار أو خيال (على النقيض من مباراتهم الأولى)، ولم تنفع التبديلات في تعديل أدائهم، كما لم ينجح هاري كاين للمباراة الثانية على التوالي في تسجيل أي هدف.

بموازاة ذلك، خطت الإكوادور وهولندا خطوة إضافية نحو الدور المقبل، ولَو أن السنغال ما زال في قلب المنافسة. فالأخير فاز على قطر في مباراة تفوّق فيها تماماً في الشوط الأول، قبل أن يتحسّن أخيراً الأداء القطري في الشوط الثاني ويسجّل محمد مونتاري أول هدف قطري في أول مونديال للبلد المضيف.

ويمكن الجزم أن الهولنديين هم الفريق الأكثر حظاً في كأس العالم حتى الآن، إذ فازوا في المباراة الأولى على السنغال رغم عدم تفوّقهم عليه في أي من مساحات الملعب. فاعليّتهم الهجومية فعلت فعلها يومها، وهذا في أي حال من ثوابت كرة القدم. لكن في المباراة الثانية، كانت هولندا دون مستوى الإكوادور في شوطَي المباراة، وأنقذهم من هزيمة محقّقة هدّافهم الفذّ غاكبو بتسديدة بديعة سكنت الشباك الإكوادورية وحارس مرماهم ثم العارضة في شوط ثانٍ سيطر فيه الإكوادوريّون على الملعب وصنعوا الفرص ولم ينجحوا إلا بالتهديف مرّة واحدة. 

تستمر المباريات الحاسمة أو شبه الحاسمة غداً والأحد، وسيكون لقاءا الأرجنتين والمكسيك من جهة وألمانيا وإسبانيا من جهة ثانية الأكثر قوة أو حساسية لأنهما سيحسمان التأهّل من عدمه تقريباً في حال خسارة الأرجنتين وألمانيا تكراراً.

ز.م.

Commentaires