اليوم التاسع: أهداف بالجملة وتأهّل البرازيل والبرتغال ومباراتان مثيرتان لغانا والكاميرون
يمكن اعتبار اليوم التاسع الافضل في كأس العالم حتى الآن، لما شهده من أداء وإثارة وعدد أهداف. وقد تأهلّ بنتيجته كل من البرازيل والبرتغال.
وقد بدأ اليوم الكروي بمباراة سريعة بين غانا وكوريا الجنوبية، تقدّم فيها الغانيّون بهدفَين قبل أن يسجّل الكوريّون هدفين أيضاً ويعادلوا النتيجة. المفارقة أن الأهداف الأربعة الأولى في المباراة، هدفا غانا في الشوط الأول وهدفا كوريا في الشوط الثاني، جاءت بنفس الطريقة تماماً، إذ صُنعت من الناحية الهجومية اليسرى للملعب عبر تمريرات بينية ثم رفعات طويلة الى داخل منطقة الجزاء سُجل منها هدف غاني واحد بتسديدة بالقدم عن قُرب، في حين سُجّلت الأهداف الثلاثة الأخرى بالرأس، وكانت رأسية التعادل الكوري صاروخية على نحو نادراً ما نراه في هكذا كرات. هدف الفوز الغاني الثالث جاء جميلاً بعد تبادل كرة في الجهة اليُسرى أيضاً للملعب انتهى بتسديدة داخل الشباك.
وفي نفس المجموعة، الثامنة، لعب البرتغال ضد الأوروغواي في مباراة تفوّق فيها البرتغاليون بكتيبة نجومهم في خطّي الوسط والهجوم. ورغم أن الفرصة الأولى الكبرى في المباراة كانت للأوروغواي، إلا أن السيطرة البرتغالية أفضت لاحقاً الى هدفين والى عدّة فرص أنهت المباراة بتأهل البرتغال الى الدور الـ16 وسمحت لكريستيانو رونالدو بالاستمرار في البطولة التي يشارك فيها للمرّة الخامسة. من جهته، لم يظهر منتخب الأوروغواي بعد بمستوى جيد أو على قدر الآمال الموضوعة على خبرة خطّ هجومه (كافاني وسواريز ونونيز) وعلى قوّة وسطه (بوجود فالفيردي وفسينو). وقد يكون السبب إصرار المدرّب على اللعب بتشكيلة 5-3-2 الدفاعية التي تبطئ الانتشار الهجومي المُتيح تفوّقاً عددياً في منطقة الخصم، مما يجعل المهاجمين عرضة لمحاصرة المدافعين الخصوم، فيُضطر لاعبو الوسط لبذل جهد كبير في بناء الهجمات وفي السيطرة على الكرة بانتظار تقدّم الظهيرين للمواكبة.
في أي حال، ما زال للأوروغواي كما لغانا وكوريا الجنوبية حظوظ في التأهل، مع أفضلية لغانا التي يكفيها التعادل في المباراة الأخيرة (في حين على الأوروغواي وكوريا الفوز).
وفي المجموعة السابعة، تأهّلت البرازيل الى الدور الـ16 في مباراة غاب عنها نيمار بعد الفوز بهدف وحيد على سويسرا. وسيطر البرازيليون على الكرة من دون خطورة في الشوط الأول نتيجة التنظيم السويسري الجيد والمواكبة الدفاعية الموفّقة للمهاجمين البرازيليّين والانتشار في وسط الملعب حيث منعوا خصومهم من استخدام السرعة والمهارات الفردية للتفوق معتمدين الضغط عليهم والمخاشنة أحياناً. في الشوط الثاني تبدّلت فيزيونوميا المباراة مع تحوّل السيطرة البرازيلية الى الفاعلية على يسار الملعب نتيجة اختراقات فينيسوس الذي أنهك الدفاع وسجّل هدفاً جميلاً أُلغي بسبب تسلّل زميله ريشارليسون الذي لم يكن موفّقاً في موقع رأس الحربة، ولم يظهر على المستوى الذي قدّمه في مباراة منتخبه الأولى. وكان للتغييرات التي أجراها تيت، حين دفع برودريغو في محور الملعب ثم نشّط الجهة اليمنى التي عجز فيها رافينا عن الاختراق عبر الزجّ بأنتوني ليحرّكها، ثم إدخل غابرييل جيسوس مكان ريشارليسون، أن سمحت للبرازيليين بتسجيل هدف جميل بعد تبادل كرات بين فينيسوس ورودريغو الذي مرّر بالكعب لكاسيميرو فسدّد بطرف القدم داخل الشباك. المطمئن للبرازيليين في هذه المباراة كان خطّ دفاعهم، إذ لم يتعرّض سوى لاختراق وحيد وبدا متماسكاً وقوياً مع دور جديد أُسند لميليتاو كظهير أيمن عِوض التمركز في وسط الدفاع، وكان موفّقاً في مهمّته.
على أن المباراة الأجمل والأكثر تهديفاً في المجموعة ذاتها وفي اليوم ككلّ كانت مباراة الكاميرون وصربيا. وقد تعادل فيها الفريقان بثلاثة أهداف لكلّ منهما وتبادلا التقدّم في البداية: الكاميرون اولاً ثم صربيا بعد تعادل وهدف ثاني بديع تبع أربع تمريرات هجومية. وفي الشوط الثاني أضاف الصرب هدفاً ثالثاً ليوسّعوا الفارق، لكن تبديلات المدرّب الكاميروني ودفعه بلاعبه المميّز أبو بكَر غيّرت من إيقاع المباراة، فسجّل أبو بكَر هدفاً فنّياً استثنائياً من فوق الحارس، ثم اخترق على الجبهة اليمنى وسمح لنجم الفريق شوبو موتينغ أن يسجّل هدف التعادل.
هكذا ستكون المرحلة الثالثة هي الحاسمة في هذه المجموعة أيضاً وفي جميع المجموعات، مع أفضلية سويسرية، إذ على السويسريّين التعادل في حين أن الصرب والكاميرونيين مطالبون بالفوز إن إرادوا التأهل.
بذلك اختُتم اليوم التاسع، والتحق البرازيل والبرتغال بفرنسا، وسجّل اللاعبون 14 هدفاً في أربع مباريات بنسبة تهديف هي الأعلى حتى الآن.
ز.م.
Commentaires
Enregistrer un commentaire