اليومان الأول والثاني من دور الـ16: لا مفاجآت ومتأهّلون سيتواجهون في مباريات صعبة

 لم يشهد دور الـ16 أي مفاجآت في مبارياته الأربع الأولى. فهولندا تفوّقت على الولايات المتّحدة بثلاثة أهداف لهدف، وبنفس النتيجة هزمت فرنسا بولندا. والأرجنتين فازت على أستراليا بهدفين لهدف، في حين فازت إنكلترا على السنغال بثلاثة أهداف للا شيء.

وقدّمت المنتخبات الفائزة عروضاً قويّة تجعل التكهّن بنتائج الربع النهائي صعباً للغاية. هولندا بدت في أدائها الجماعي متماسكة الخطوط بلاعبين سريعين يحسنون التمركز المناسب ما إن ينتزعوا الكرة أو يحضّروا لهجمة. ويمكن اعتبار هدفهم الأول من أجمل أهداف المونديال حتى الآن لما سبقه من تحرّكات وانتشار وذكاء في التمريرات بين غاكبو ودامفري أفضى في النهاية الى تسديدة لمنفيس ديباي داخل المرمى. ونجح دفاعهم في التعامل مع معظم الهجمات الأميركية التي لم تشكّل خطورة على الحارس نوبرت، باستثناء تلك التي لمسها رايت بالكعب وتحوّلت لولبية نحو الشباك.

والأرجنتين واصلت تحسّن أدائها المضطرد، مع فعالية هجومية لميسي ولعب جيّد على طرفَي الملعب واختراقات سريعة من محوره، ودفاع يكافح لانتزاع الكرة ولا يخشى لاعبوه الالتحام والتقدّم للضغط في منتصف الملعب، ولو أنهم تراجعوا في نهاية المباراة ممّا عرّضهم لهدف أسترالي ولخطر في الدقائق الأخيرة.

بذلك، سيكون الربع نهائي بين هولندا والأرجنتين تنافسياً حامياً، ولا أفضلية نظرياً لطرف فيه على الآخر. فاللعب الجماعي الهولندي السريع سيمثّل عبئاً ثقيلاً على الأرجنتينيين. ومنع ميسي من الاختراق والتسديد المباغت، ولجم آلفاريز وتحييد دي بول في الوسط لن تكون مهام يسيرة على الهولنديّين 

بموازاة أول مباراتين، فازت فرنسا على بولندا في المباراة الثالثة بعد أداء مرتبك في الشوط الأول رغم التقدّم بهدف لجيرو، إذ ظهرت نقاط ضعف عديدة في الدفاع لحظة التشتيت أو التعامل مع التمريرات داخل منطقة الجزاء. ثم تحسّن الأداء الفرنسي كثيراً في الشوط الثاني، وسيطر اللاعبون الفرنسيون على وسط الملعب وشنّوا الهجمات من الجناحين وهدّدوا المرمى البولندي تكراراً، وتُوّجت سيطرتهم بهدفين استثنائيّين لكيليان مبابي وضعاه على رأس قائمة الهدافين في المسابقة.

تبعَ تأهّلَ فرنسا تأهُّلُ إنكلترا التي هزمت السنغال بسهولة بثلاثة أهداف نظيفة. ولعبت الثقة بالنفس وخبرة هاري كاين وهاندرسون ومهارة بلينغتون في الوسط وسرعة الجناحين فودن وساكا دوراً أساسياً في منح الانكليز الأفضلية، رغم بعض الفترات في الشوط الأول التي بدا فيها السنغاليون قادرين على تعديل موازين القوى في هذا اللقاء الرابع.

وأظهر عرضا فرنسا وإنكلترا أن الربع النهائي بينهما سيكون شديد الحماوة، تتكافأ فيه خطوطهم، ويتساويان حتى في كون دفاعيهما أقل هذه الخطوط تماسكاً (مع أفضلية للإنكليز الذين تلقّوا هدفين في أربع مباريات بينما تلقّت فرنسا 4 أهداف). وإذ تبدو العلاقة بين الوسط والهجوم الانكليزي نقطة توازن الفريق ومنطلق خلق فرصه مع فاعلية أعلى في التهديف من الفاعلية الفرنسية (سجّل الانكليز 12 هدفاً حتى الآن في حين سجّلت فرنسا 9)، فإن وجود مبابي وإصابته المرمى في تسديداته الصاروخية ومن خلفه غريزمان المستعيد مستواه القديم في صنع الألعاب يُعطي فرنسا أفضلية في المحور وفي مواجهة المرمى.

المنتخبات الأربعة الكبرى تأهّلت إذاً الى الدور المقبل من كأس العالم في أول يومين من دور الـ16، ولم تحدث بعد أي مفاجآت، كما لم يحصل أي تمديد للوقت أو لجوء الى ركلات الجزاء الترجيحية. 

لِنرَ ما ستقدّمه مباريات اليومين المقبلين...

ز.م.

Commentaires