بعد اكتمال مباريات دور الـ16: إنجاز مغربي جديد ومباريات نارية في الربع النهائي والبرتغال أفضل من دون كريستيانو
اكتمل عقد المنتخبات المتأهّلة الى الدور الربع النهائي، إذ التحق الكروات والبرازيليون والمغاربة والبرتغاليون بالهولنديين والأرجنتينيين والفرنسيين والإنكليز. ولحقت إسبانيا بمنتخبين كبيرين كانا مثلها من المرشّحين للمنافسة على اللقب (بلجيكا وألمانيا)، فخرجت في مواجهة المنتخب المغربي الذي قدّم عرضاً باهراً في تنظيمه وكفاحية لاعبيه وضغطهم المستمرّ على ناقلي الكرة الإسبان.
وبرز من المغرب بشكل خاص حارسه ياسين بونو والظهير أشرف حكيمي ولاعب الوسط سفيان امرابط والمهاجم سفيان بوفال الذين تكاملوا مع باقي اللاعبين وفرضوا على الإسبان إيقاع لعبٍ عرضيّ بتمريرات غير مجدية وسيطرة عقيمة في الشوط الأول وفي جزء من الشوط الثاني، قبل أن تتغيّر دينامية المباراة إثر دفع لويس إنريكي بلاعبه موراتا الى جانب ويليامز وفاتي للعّب في العمق، فهدّدوا المرمى المغربي تكراراً. لكن التنظيم الدفاعي والانطلاق بهجمات سريعة فور انتزاع الكرة، خاصة بعد تبديلات أدخلت حيوية في الصفوف المغربية، أنهت المباراة بشوطها الثاني ثم في الشوطين الإضافيّين بتعادل قاد المنتخبين الى ركلات الجزاء الترجيحية. وبانَ الفارق هنا كبيراً لصالح المغاربة في هدوء الأعصاب وفي شجاعة الحارس وتركيزه. وقد يكون لـ"تروما" الـ2018 التي أودت بإسبانيا بالركلات الترجيحية في نفس الدور في مواجهة روسيا أثرها النفسي على اللاعبين الإسبان إذ أهدروا جميع ركلاتهم مقابل تسجيل المغاربة لها (واستعرض حكيمي في تنفيذ ركلته) وانتزاعهم التأهّل الى ربع النهائي بجدارة حيث سيواجهون البرتغال.
والأخير، فاز على سويسرا بسهولة (مفاجِئة) بستّة أهداف لهدف في مباراة شيّقة تفوّقت فيها المهارات الفردية البرتغالية وسرعة لاعبي الوسط والمهاجمين بقيادة فيليكس وفرنانديز وراموس (الذي سجّل ثلاثية في أول مشاركة له كأساسي) ثم لياو، ومن خلفهم سيلفا وكارفالي، على محاولات التنظيم السويسرية. وبدا البرتغال بمستوى أفضل من دون كريستيانو رونالدو منه بمشاركته أساسياً، لأن العلاقة المتوازنة بين الوسط والهجوم لم تكن قائمة سابقاً، ولأن اللعب على الجناحين وفي المحور الذي شهدناه برتغالياً في هذا الدور كان مُختلّاً بحضور كريستيانو واستقطابه التمريرات وارتداده الدائم الى الخلف للتخلّص من الرقابة ومحاولة توظيف قوّته البدنية في مواجهة المدافع الموكل بملاحقته. وهذا ما كان يبطّئ أحياناً من الهجمات البرتغالية المتركّزة من ناحيته ويُتيح للدفاعات المنافسة التموضع وإقفال منطقتها.
في أي حال، لم تكن خطّة المدرّب السويسري موفّقة، إذ أن اللعب بخمسة لاعبين في الوسط لمنع بناء الهجمات البرتغالية جرى تعويضه من قبل البرتغاليين بالاختراقات السريعة والتمريرات البينية التي أثمرت أهدافاً من كلّ الجهات، وبيّنت قوّة البرتغال الهجومية (وانهيار الدفاع السويسري أمامها، بعد الهدف الثاني).
وفي مباراتَي اليوم السابق، تأهّلت كرواتيا بعد إقصائها اليابان ثم تأهّل البرازيل بعد مباراة استعراضية بديعة في شوطها الأول حصراً، حسم فيها فينيسوس وريشارليسون النتيجة في مواجهة كوريا الجنوبية.
وإذا كان التأهّل الكرواتي جاء بعد ركلات ترجيحية وفي مباراة متكافئة مع اليابان (مع أفضلية طفيفة للمنتخب الآسيوي لجهة الفرص وعدد الهجمات)، فإن الفوز البرازيلي كان سهلاً وسمح للهجوم البرازيلي بتسجيل أربعة أهداف جميلة، جاء ثالثها بعد حفلة ترقيص من ريشارليسون وتبادل كرات سريع مع قلبَي الدفاع ماركينيوس وسيلفا المتقدّمين لمواكبة المهاجمين. وتلاعب البرازيليون في النصف الأول من المباراة بخصومهم واخترقوا دفاعاتهم من الميسرة بواسطة فينيسوس كما شغلوهم وخلقوا فرصاً من الميمنة بواسطة رافينيا وباكيتا. وشهدت المباراة عودة نيمار الذي ظهر بمستوى مقبول وسجّل هدفاً من ركلة جزاء، وسيكون على الأرجح في حالة جهوزية بدنية ولياقة جيدة يوم الجمعة في 9 ديسمبر حين سيواجه البرازيل كرواتيا في مباراة يُنتظر أن تكون قوية وسريعة، كباقي مباريات المرحلة المقبلة.
ز.م.
Commentaires
Enregistrer un commentaire