نصفا النهائي: المغرب سيواجه فرنسا وصراع بين مودريش وميسي في مونديالهِما الإخير
واصل المنتخب المغربي تحقيق الإنجازات في كأس
العالم. فبعد أن أقصى بلجيكا من الدور الأول وإسبانيا من دور الـ16، أطاح
بالبرتغال في الدور الربع نهائي، وصار أول منتخب أفريقي يبلغ مباراةً نصف نهائية.
وإذا كان القول بمفاجأة مغربية في الدور
الأول جائزاً، فإنه بعد فوزين كبيرين على منتخبين كانا من ضمن المنتخبات المرشّحة
للمنافسة على اللقب لم يعد ذا طائل، إذ أن تكرار الانتصارات يُظهر قوّة ذهنية
وتماسكاً داخل المجموعة ولياقة بدنية وحسن أداء وتنظيم، مع خطّ دفاع لم يتلقّ في
كلّ البطولة سوى هدف واحد، وهو بالتالي أفضل خطّ دفاع حتى الآن.
ويملك المغرب، إضافة الى الانسجام كمجموعة، أفراداً بمستوى عال من الكفاءة والمهارة وحسن قراءة الملعب، من إشرف حكيمي الى سفيان بوفال وسفيان امرابط ويوسف النصيري (صاحب الهدف الرائع ضد البرتغال) وحكيم زياش، ومن خلفهم الحارس ياسين بونو. ولا شكّ أن مدرّبه نجح في فرض تكتيك يمنع كلّ مرة الفريق المنافس من السيطرة المطلقة والتسجيل، وينجح أيضاً في جعل الهجمات المرتدة حاسمة ومثلها الركلات الركنية أو الثابتة، كما ضد بلجيكا والبرتغال.
وسيلاقي المغاربة في النصف النهائي المنتخب
الفرنسي الفائز على إنكلترا بهدفين لهدف، بعد مباراة قوية وشديدة التنافس، تفوّق
فيها الفرنسيّون في الشوط الأول في حين كان الإنكليز هم الأفضل في الشوط الثاني.
ولعلّ هوس الإنكليز بمبابي الذي دفعهم لوضع الظهير ووكر خلفه طيلة
المباراة وعدم تقدّمه هجومياً بما يكفي، ثم الدفع بلاعب أو أكثر الى المساحة التي
يتحرّك فيها الفرنسي السريع كلّ ما تلقّى الكرة، حرّر غريزمان ومعه جيرو من
الملاحقة، فمكّن الأول من صناعة الفرص والتحرّك بحرّية في وسط الملعب وجعل الثاني
قادراً على ممارسة ما يُحسنه، أي التهديف رغم الفرص القليلة التي أتيحت له. وإذ
برز هاري كاين كالعادة (رغم إضاعته ركلة جزاء) ومعه ساكا وبيلينغهام إنكليزياً،
فأن تشومني ورابيو كانا ممتازين في وسط الملعب الفرنسي، وقطع رابيو الكثير من التمريرات بينما سجّل
تشومني هدفاً جميلاً ومباغتاً من تسديدة بعيدة (قبل أن يتسبّب أيضاً بركلة الجزاء الانكليزية).
وستكون مباراة المغرب وفرنسا مباراة استكمال
الإنجاز مغربياً أو العبور للدفاع عن اللقب وربما إحرازه من جديد فرنسياً.
وفي النصف النهائي الثاني، سيتواجه منتخبا الأرجنتين وكرواتيا في مباراة تنافس مزدوج. الأول جماعي والثاني بين الرقمين 10 (وأفضل رقمين 10 في العالم منذ سنوات): الهدّاف ليونيل ميسي وصانع الألعاب لوكا مودريش.
كرواتيا من ناحيتها أخرجت البرازيل في مباراة
أضاع فيها البرازيليون فوزاً محقّقاً بعد هدف بديع لنايمار تبع تمريرات بينية متقنة، نتيجة سوء تقدير لهجمة كرواتية قبل ثلاث دقائق
من نهاية الشوط الإضافي الثاني، إذ تركوا أورسيش يقطع مسافة 25 متراً من دون ضغط أو
عرقلة قبل أن يمرّر الى بتكوفيتش المتقدّم والقادر على التسديد من وضعية جيّدة.
وكان لترتيب تسديد ركلات الجزاء أن أربك كل
مسار الترجيح، فقائد الفريق "المعنوي" هو من يسدّد عادة الركلة الأولى
(وغريب تكليف الاحتياطي رودريغو في أول كأس عالم له بها)، وأفضل مسدّدين يكونون عادةً
مسدّدي الركلتين الرابعة والأخيرة (سدّد الرابعة مدافع هو ماركينيوس! ولم يأتِ حتى
دور نايمار الاختصاصي ليسدّد الركلة الخامسة). كما أن الحارس البرازيلي لم يكن موفّقاً،
على العكس من المسدّدين الكروات وحارسهم الاستثنائي التركيز في ركلات الجزاء
(للمرة الثانية بعد مباراتهم مع اليابان). ولا بدّ من القول هنا إن مودريش كان نجم
المباراة بلا منازع. فرغم التفوّق البرازيلي في معظم فترات اللقاء، إلا أن هدوء
مودريش وقيادته وجهده في جميع أنحاء الملعب وحسن إخراجه الكرة من المنطقة
الكرواتية نحو البرازيلية وتمريراته السريعة في العمق مكّنت الكروات من البقاء في أجواء المباراة واللعب بندّية أحياناً، ثم التأهّل.
بهذا ستلتقي كرواتيا بالأرجنتين لتكرّر الأولى إنجازها في الوصول الى النهائي أو لتحقّق الثانية حلمها بالعودة إليه والظفر بالكأس بعد خسارة النهائي ضد ألمانيا في العالم 2014. والمباراة ستكون على الأرجح الأخيرة دولياً لواحد من الاثنين: مودريش أو ميسي.
ز.م.
Commentaires
Enregistrer un commentaire