رحيلُ بيليه، الملك المرصّع بثلاثة تيجان
رحل بيليه، أحد أعظم لاعبي كرة القدم في التاريخ وصاحب العدد الأكبر من الأهداف المسجّلة في مسيرته الطويلة (1281 هدفاً في 1363 مباراة خاضها على مدى عشرين عاماً، بين الـ1957 والـ1977).
رفع بيليه كأس العالم ثلاث مرّات: في العامين 1958 و1970 وكان له الفضل الأكبر في الإنجازين البرازيليّين، وفي العام 1962 ولم يكن له فضلٌ يُذكر، إذ أصيب في المباراة الثانية للبرازيل ضد تشيكوسلوفاكيا (بعد مباراة وحيدة خاضها ضد المكسيك) وخرج يومها نهائياً من البطولة، تاركاً غارينشا، أو "بهجة الشعب"، يقود البرازيل الى اللقب الكبير (قبل أن يدخل غياهب النسيان، وهو المُهمّش أصلاً، فيُنسب إنجازه زوراً الى بيليه).
كان بيليه مهاجماً فذّاً في الملعب، حسّه التهديفي استثنائي، وقراءته للمساحات من حوله دقيقة وسرعة تصرّفه بالكرة لا تترك لمدافع الكثير من الخيارات. وكان أيضاً مُبهراً في قدرته على التمويه بجسده وعلى تجربة حركات أصبحت لاحقاً من أبرز فنّيات اللعبة. وهو شابَهَ في ذلك عدداً قليلاً من المهاجمين الذين لمعوا من بعده ويصعب الجزم بمن هو الأعظم من بينهم، لاختلاف الظروف وثقافة اللعب وتكتيكاته وتبدّل خصائص التدريب والتحكيم وغيرها من العوامل في مراحل احترافهم وأزمنتهم المتبدّلة.
على أن فضل بيليه الأهمّ، ولَو أنه تجنّب التركيز عليه، هو اقتحامه ببشرته السوداء نادي النجومية الذي كان مخصّصاً للبيض في أوروبا وفي البرازيل نفسها (كما في الأرجنتين والأوروغواي)، وإحرازه مع زملائه اللقب البرازيلي الأول بعد مأساة العام 1950 (حين خسر البرازيليون النهائي ضد الاوروغواي على أرضهم في الماراكانا، وتَعرَّض حارسهم الأسود باربوزا لحملة عنصرية وضيعة دمّرت حياته)، وفتحه الطريق أمام ملايين الأطفال والمراهقين للحلم بالنجاح وبالانجازات من خلال كرة القدم والمناقبية الرياضية التي تفرضها.
لروحه السلام وللكرة والأهداف والأحلام الملوّنة من بعده طول البقاء.
Commentaires
Enregistrer un commentaire